ينتظرني

أهرب بعيدا … أبحث عنه … بدون وعي
أتتبع خطانا في الأسكندرية حيث قضينا أياما مليئة بالسعادة والمتعة في إجازات متتالية صيفا وشتاء
كأنه إيفاء لوعد وعدته لسامر ولم أتمكن منه حتى الآن
أمنيته الأخيرة … أن يزور الأسكندرية في الشتاء
زرتها على أمل أن يكون معي ويراها بعيني
بحثت خلف كل حجر عبرناه
تشممت كل خطوة أخذناها معا
تذوقت كل ما أكلناه وشربناه معا
لامست أقدامي كل الأماكن التي سرنا فيها معا
لعلني أجده
ولم يكن
ولكن في مكان ما في عقلي كنت أخزن الذكريات
“انا رحت اسكندرية يا سامر وأكلت سمك وزرت الشيخ علي”
نويت أن أقفز إلى حضنه بمجرد رؤيته لأخبره بأن الشيخ علي لا يزال يضج بالزائرين والأسكندرية كما هي تتألق في نهاية شتائها
وعدت للمنزل
أفتح الباب ولا يأتي سامر ليرحب بي أو يقول لي أنني وحشته
ولا يأتي أبدا
أهرب مرة أخرى إلى سريرنا
ضوء خافت فقط يحاول أن ينسيني الظلام الدائم الذي أعيش فيه
ولا يأتي سامر
وكأنها المرة الأولى التي أعود للمنزل ولا أجده

 

الرحمة أيها الموت!!! تنتظرني كلما عدت للباب الموصد والأضواء المطفأة
ولكن لا تفتح لي القفل المغلق أبدا

20130327-182723.jpg