“تعالى بقى يا سامر”

تفلت من فمي بدون تخطيط وبدون نية. سقطت اليوم أمامها. لم تبكي، أدركت أنني أتحدث إليه كما تحدثه هي

نسير معا في الشارع
كائنتان تتشحان بالسواد
واحدة أصغر سنا ولكن ربما أكثر ضعفا
تسيران ببطء
تتكئ كل منهما على الثانية
تعتمد عليها لئلا تبكي وسط الشارع
أتماسك لأجلها وتتماسك لأجلي

ودون سيطرة بمجرد رؤية أخبار نقابة الصحفيين وهتافات “عيش حرية عدالة اجتماعية” وجدتني أتحدث بلا وعي
“شفت يا سامر! الهتاف وصل نقابة الصحفيين! تعالى بقى أخبار كويسة”
وكانت تجلس بجانبي تتفرج وشعرت بقليل من الأمل
ربما تتحول مصر إلى حلم سامر في النهاية
ببطء وبدون تخطيط وبالكثير من الكفاح وبالعديد من التجارب السيئة ولكنها تتقدم خطوة نحو الشعارات على الأقل

20130315-224856.jpg

زراعة الحياة وسط الموت

الموت يلف كل شيء في المكان
هو في الأصل مكان الموتى فقط
يحضر الأموات أمثالي للقاء الأموات أحباءهم
الروائح المميزة للموت وألوانه الباهتة التي تتحدى الزمن علامات مميزة في كل مدافن مصر
أشجار الصبار تنبت بدون تخطيط لأنها تحتمل الوجود قرب الموت
نبتات موت
وأذهب إلى سامر كما صارت عادتي
أحمل إليه نفحة من الربيع
نبتة غريبة عن المكان ستحاول التأقلم معه
ستزهر بعد أسابيع
سأقطف له منها
سأحاول بكل طاقتي أن تكون هذه حياة سامر التي أتمسك بها من الموت

نفس النبتة التي غرستها على سطح منزلنا وكنت أصعد لرعايتها وأقص من ورادتها لسامر طوال الصيف
لن أستطيع رعايتها سوى في بيتنا الجديد هذا

كل شيء في المكان يستسلم للموت
فيما عدا هذه النبتات الصغيرة التي أحضرها وأسقيها بنفسي
ربما تقاوم لفترة فقط
وربما تستطيع المقاومة حتى يأتي دوري أيضا
أخرج من المكان بشيء من الراحة والهدوء
أعلم أن يوما قريبا سأحيا هنا معه

20130315-221146.jpg

ماذا لو؟

ماذا لو كان سامر الآن يحيا في ما يسمى في أفلام الخيال العلمي البعد الآخر؟ ماذا لو كان بالفعل قريبا إلى هذا الحد، يتحدث ويجيب ويحضنني وانا غير قادرة على رؤيته؟
يبدو كلام غريب؟
فكرت في الموضوع من أيام بينما التليفزيون في المستشفى حيث أخذت أمي يعرض أفلام لا أتابع منها شيئا
الإرسال موجود في الهواء سواء كان هناك تليفزيون يستقبله أو لا
ربما كان ما احتاجه هو جهاز استقبال من نوع خاص يمكنني من استقبال ذبذبات سامر حيث هو الآن
يبدو ان عقلي لا يقبل بأي حال فكرة ان سامر غير موجود
وهذا كلام منطقي جدا أليس كذلك؟

20130315-221102.jpg