الاجتماع … والحفل … وسامر

 حين يكون يوم الخميس والمعتاد للخروج أو السهر بالمنزل مع الأصدقاء، أو حين يأتي موعد اجتماع مؤسسة سامر سليمان لا أجد مشاعر الحزن والافتقاد والوحدة تتملكني كما تصورت. لم أفهم ولكن ربما أدركت اليوم قليلا لماذا: عندما أكون بصحبة أصدقاء أو أحباء مقربين لسامر، أكاد أشعر وجوده ولكن بشكل غير حسي – كأنه ينتظرني بالمنزل ليعرف نتيجة اللقاء! أكاد أسمع تليفوني يرن بالرنة المحببة وصوته يأتي من الناحية الأخرى “عملتي إيه يا بطة؟ مشي كويس الاجتماع؟”

أعرف – أو أعي أو أستوعب – على مستوى ما أن هذا لن يحدث. ولكن نفس الشعور ينتابني كلما أكون معهم ولا أستطيع منع نفسي أحيانا من السعادة أنهم موجودين وأنهم معي. أتنفس أحيانا وجوده في وجودهم وذكرياتهم. أتعرف على نكات قالها أو آراء شاركها معهم لم أسمعها منه. أجد نفسي أبتسم عندما يردد أحدهم تعليق سامر على شيء … ولا يفهمون … أنه لا يزال موجود عندما يفعلون ذلك . كأننا معا نصنع ذكريات جديدة لم تكن موجودة من قبل

ولكن تأتي لحظة الحقيقة عندما أفتح الباب لأجد الأضواء المطفأة التي تواجهني كل ليلة والصمت التام. لم أعد أستطيع البكاء أو أريده … أصبحت أجيد الصراخ والعويل فقط. ربما حقا تجف منابع الدموع بعد حين! أو ربما ….

P1000753

مرارة … غضب ….لا أعلم

تدعوني صديقة قديمة لقضاء اليوم معها. لا تعمل وتقضي صباحاتها في رعاية طفلتها الوحيدة. اعتذرت ولكن وجدت شعورا لم افهمه من قبل يطاردني
مرارة رهيبة
صورة الصباح الهادئ مع طفلة صغيرة كان الحلم الذي راود سامر كثيرا وحملناه معا بلا تقدم زمن بعيد
على بساطته كان صعبا
حياتنا المزدحمة اضطرتنا لتأجيل أحلامنا الشخصية
ولم يعلمنا أحد أن الوقت ألذي ظنناه في صالحنا كان يعمل عكس عقارب الساعة في عد تنازلي مجنون
لن استطيع الخروج معها لأنني لن استطيع مقاومة دموعي للتفكير في كل ما حرمنا منه انا وسامر

20130306-165029.jpg

الموت مرات أخرى

كانت ليلة من أبشع ما يكون
ليس لأنني لم أرى سامر في أحلامي ولكن لأنني رايت نفسي أرتدي السواد
للمرة الأولى احلم أن سامر رحل
كأنه قرر أن يغادر أحلامي أيضا
هل هذا ممكن؟
هل يغادرني حتى وقت النوم؟
كيف يمكن أن يحدث ذلك؟

لم أعرف كيف أتعامل مع الاستيقاظ
لم أدري أيهما أكثر صعوبة: انه رحل عن يومي أم انه رحل عن ليلتي
وجدت نفسي لازلت اتنفس
لماذا تلتصق الحياة بجسدي؟ لا افهم حقيقة
ولا اعرف ماذا افعل بهذا الجسد الذي لا يريد التحرك من مكانه
يريد يقينا أن سامر هنا
بشكل ما

أغنية محمد منير لا تغادر صباحي برغم أنني لم أسمعها منذ سمعناها معا في السيارة من شهور طوال رحلتنا لمرسى مطروح

افتحوا يا حمام كراريس الرسم
دي حمامة شهيدة بتتقدم
ترسم عصفور بيعدي عصور
ملعب أطفال بسلالم عاج
والعالم عاقل مش مجنون
ولا يمكن طلقة هترسم كون
ولا تمنع شمس تضم غصون
ازاي هيكون إنسان بصحيح
منغير ما يكون الرأي صريح
منغير ما يغني بحرية

انتزعت ما يشبه بقايا إنسان من تحت الكثير من الأغطية ومن بين الكثير من الملابس
وقمت أتمسك بالأغنية
لعله موجود؟!؟

20130306-164059.jpg